- الكابتن مصطفى
عدد المساهمات : 912
تاريخ الميلاد : 20/10/1984
ت.التسجيل : 27/06/2010
العمر : 39
عالم ترافيان
الكليه : معهد الدلتا العالى للحاسبات بالمنصورة
المزاج : الحمد لله
مات محمد وهو راكع
الأربعاء أغسطس 18, 2010 12:42 am
حقاً ما أتعس الإنسان حين تستبد به عاداته وشهواته فينطلق معها إلى آخر مدى ..
لقد استعبدت محمداً الخطيئة والنزوة فأصبح منقاداً لها ، لا يملك نفسه ، ولا يستطيع تحريرها ؛ فحرفته إلى حيث لا يملك لنفسه القياد ؛ إلى حيث الهلاك .. فكان يسارع إلى انتهاك اللذات، ومقارفة المنكرات ؛ فوصل إلى حال بلغ فيها الفزع منتهاه ، والقلق أقصاه .. يتبدى ذلك واضحاً على قسمات وجهه ومحياه .
لم يركع لله ركعةً منذ زمن .. ولم يعرف للمسجد طريقاً .. كم من السنين مضت وهو لم يصلّ .. يحس بالحرج والخجل إذا ما مرّ بجانب مسجد الأنصار - مسجد الحي الذي يقطنه –
لكأني بمئذنة المسجد تخاطبه معاتبة : متى تزورنا ؟
كيما يفوح القلب بالتقى . كيما تحس راحةً . ما لها انتهاء . كيما تذوق لذة الرجاء ..
ليشرق الفؤاد بالسنا . لتستنير الروح بالهدى . متى تتوب ؟.. متى تؤوب ؟
فما يكون منه إلا أن يطرق رأسه خجلاً وحياءً.
شهر رمضان .. حيث تصفد مردة الشياطين ، صوت الحق يدوي في الآفاق مالئاً الكون رهبةً وخشوعاً .. وصوت ينبعث من مئذنة مسجد الأنصار.. وصوت حزين يرتل آيات الذكر الحكيم .. إنها الراحة .. إنها الصلاة .. صلاة التراويح .
وكالعادة ؛ يمر محمد بجانب المسجد لا يلوي على شيء .. أحد الشباب الطيبين يستوقفه ، ويتحدث معه ثم يقول له : ما رأيك أن ندرك الصلاة ؟ هيّا ، هيّا بنا بسرعة.
أراد محمد الاعتذار لكن الشاب الطيب مضى في حديثه مستعجلاً .. كانت روح محمد تغدو كعصفور صغير ينتشي عند الصباح ، أو بلله رقراق الندى .. روحه تريد أن تشق طريقها نحو النور بعد أن أضناها التجوال في أقبية الضلال .
قال محمد : ولكن لا أعرف لا دعاء الاستفتاح ولا التحيات .. منذ زمن لم أصلِّ ، لقد نسيتها.
- كلا يا محمد لم تنسها ؛ بل أنسيتها بفعل الشيطان وحزبه الخاسرين .. نعم لقد أنسيتها .
وبعد إصرار من الشاب الطيب ، يدلف محمد المسجد بعد فراق طويل . فماذا يجد ؟ عيوناً غسلتها الدموع ، وأذبلتها العبادة . وجوهاً أنارتها التقوى . مصلين قد حلّقوا في أجواء الإيمان العبقة.
كانت قراءة الإمام حزينة . في صوته رعشة تهز القلوب ، ولأول مرة بعد فراق يقارب السبع سنين ، يحلق محمد في ذلك الجو . بيد أنه لم يستطع إكمال الصلاة . امتلأ قلبه رهبة . تراجع إلى الخلف ، استند إلى سارية قريبة منه . تنهد بحسرة مخاطباً نفسه : بالله كيف يفوتني هذا الأجر العظيم ؟! أين أنا من هذه الطمأنينة وهذه الراحة ؟!...
لقد استعبدت محمداً الخطيئة والنزوة فأصبح منقاداً لها ، لا يملك نفسه ، ولا يستطيع تحريرها ؛ فحرفته إلى حيث لا يملك لنفسه القياد ؛ إلى حيث الهلاك .. فكان يسارع إلى انتهاك اللذات، ومقارفة المنكرات ؛ فوصل إلى حال بلغ فيها الفزع منتهاه ، والقلق أقصاه .. يتبدى ذلك واضحاً على قسمات وجهه ومحياه .
لم يركع لله ركعةً منذ زمن .. ولم يعرف للمسجد طريقاً .. كم من السنين مضت وهو لم يصلّ .. يحس بالحرج والخجل إذا ما مرّ بجانب مسجد الأنصار - مسجد الحي الذي يقطنه –
لكأني بمئذنة المسجد تخاطبه معاتبة : متى تزورنا ؟
كيما يفوح القلب بالتقى . كيما تحس راحةً . ما لها انتهاء . كيما تذوق لذة الرجاء ..
ليشرق الفؤاد بالسنا . لتستنير الروح بالهدى . متى تتوب ؟.. متى تؤوب ؟
فما يكون منه إلا أن يطرق رأسه خجلاً وحياءً.
شهر رمضان .. حيث تصفد مردة الشياطين ، صوت الحق يدوي في الآفاق مالئاً الكون رهبةً وخشوعاً .. وصوت ينبعث من مئذنة مسجد الأنصار.. وصوت حزين يرتل آيات الذكر الحكيم .. إنها الراحة .. إنها الصلاة .. صلاة التراويح .
وكالعادة ؛ يمر محمد بجانب المسجد لا يلوي على شيء .. أحد الشباب الطيبين يستوقفه ، ويتحدث معه ثم يقول له : ما رأيك أن ندرك الصلاة ؟ هيّا ، هيّا بنا بسرعة.
أراد محمد الاعتذار لكن الشاب الطيب مضى في حديثه مستعجلاً .. كانت روح محمد تغدو كعصفور صغير ينتشي عند الصباح ، أو بلله رقراق الندى .. روحه تريد أن تشق طريقها نحو النور بعد أن أضناها التجوال في أقبية الضلال .
قال محمد : ولكن لا أعرف لا دعاء الاستفتاح ولا التحيات .. منذ زمن لم أصلِّ ، لقد نسيتها.
- كلا يا محمد لم تنسها ؛ بل أنسيتها بفعل الشيطان وحزبه الخاسرين .. نعم لقد أنسيتها .
وبعد إصرار من الشاب الطيب ، يدلف محمد المسجد بعد فراق طويل . فماذا يجد ؟ عيوناً غسلتها الدموع ، وأذبلتها العبادة . وجوهاً أنارتها التقوى . مصلين قد حلّقوا في أجواء الإيمان العبقة.
كانت قراءة الإمام حزينة . في صوته رعشة تهز القلوب ، ولأول مرة بعد فراق يقارب السبع سنين ، يحلق محمد في ذلك الجو . بيد أنه لم يستطع إكمال الصلاة . امتلأ قلبه رهبة . تراجع إلى الخلف ، استند إلى سارية قريبة منه . تنهد بحسرة مخاطباً نفسه : بالله كيف يفوتني هذا الأجر العظيم ؟! أين أنا من هذه الطمأنينة وهذه الراحة ؟!...
- ابو اشرف
عدد المساهمات : 1473
تاريخ الميلاد : 22/09/1977
ت.التسجيل : 08/05/2010
العمر : 46
hاتصلات
المزاج : الحمد لله
رد: مات محمد وهو راكع
الأربعاء أغسطس 18, 2010 3:27 pm
بارك الله فيك جاري التركيز في الموضوع اكثر من قبلي
- الكابتن مصطفى
عدد المساهمات : 912
تاريخ الميلاد : 20/10/1984
ت.التسجيل : 27/06/2010
العمر : 39
عالم ترافيان
الكليه : معهد الدلتا العالى للحاسبات بالمنصورة
المزاج : الحمد لله
رد: مات محمد وهو راكع
الخميس أغسطس 19, 2010 12:20 am
جزاك الله خير وربنا يهدينا جميعا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى