متى تتركنا يا حزن .. ؟؟
الأربعاء أبريل 14, 2010 9:43 pm
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
كثيراً ما تَـمر بنا حالات حُزن و مرارة ألم ، و لا نجد إلا الدموع لتُعبر عما بداخلنا ، مع ثقتنا التامة أن دموعنا لن تُغير شئ ..
لكنها تُـنفس نوعا ما عمَا بداخلنا .. !
فما هو الحزن و كيف يأتينا و لماذا و متى يتركنا .. ؟؟
و من هُــنا جاء الحوار بين إنسان و بين الحُزن :
- مَــن أنتَ ؟
_ أنا الحُـزن ، آلا تـرى إني أصبحتُ رداء معظم الناس ؟
- و لمَ تفعل بالناس هذا الألم ؟
_ لسبب بسيط جداً ، حتى أُعلمهم أن الدُنيا لا تصفوا لأحد ، و أن الإنسان خُلقُ في كَبد !
و أن الدنيا ممر سالك لا مقر مالك .
و هي دار إختبار .. على قدر صبر العبد المؤمن تكون درجته في الجنة .
- نعم صدقت حقاً فيمَ قُلت ، و لكن يا حزن ماذا تفعل بمن حولك ؟
_
فعلت الكثير ، فمنهم من تغير للأفضل حين شعر بالحزن و الألم و الحسرة على
ما فات و ضيع في جنب الله ، و نــاس أخُرى زدتهم حسرة على حسرتهم على ما
فاتهم من مُتع دنُيا فانية !
- إذن أنتَ يا حُزن متقلب الأحوال ! في بعض الأحيان تُصلح و في بعضها تُفسد !
_
مهلاً مهلاً ليس العيب فيّ يا صديقي ، بل منهم .. يُوجد من يستطيع أن
يجعلني باباً له إلى الجنة ، و آخر قد يجعلني بابا له إلى النار !
- تمهل .. لم أفهم ما قُلت ، من فضلك اشرح لي ؟!
_
يا صديقي عندما يحزن العبد المُفرط في حق الله عز وجل و يعود و يرجع إلى
الله عز وجل هنا كان الحزن سبب في هدايته و سعادته في الآخرة ، و أما
العبد الآخر الذي لا يزيده حزنه إلا بًعداً عن الله عز وجل فهذا هو الخاسر
، خَـسر الدُنيا و الآخرة .
و شتان بين إكتئاب العبد القريب من الله
الذي يزيد تقربا من ربه ؛ و بين إكتئاب العبد البعيد عن الله فأول ما يفكر
به هو الإنتحار فيكون من الخاسرين .
-
حقاً صدقت في كل كلمة ، و لكن يا حُزن في بعض الآحيان تَمر بي حالات ضيق و
حزن شديد مما أرى حولي ، فهذا أكتشف أنه مُخادع ، و الآخر يكذب ، و الآخر
يُظهر الحق و هو يحمل الخبائث ، و هذا يحلل حراما و آخر يحرم حلالا ،
فيزداد ألمي على ألم و حزني على حزن ، فماذا بعد هذا الحزن ؟
_
سألت فأحسنت السؤال ، أنظر يا صديقي إذا كان حزنك و همك لله على شئ في
الأخرة و شئ سيقربك من الله عز وجل و نُصرة لدينه فيا أهلا و مرحباً بهذا
الحزن النافع ، أما إذا كان حزنك و همك على حال الدنيا و زينتها و أموالها
فيصبح شغلك الشاغل هو التزود من خير و متع الدنيا .. فلن يزيدك هذا الهم
إلا الحزن والحسرة ، و لن تكسب إلا ما قُدِر لك .
- كلامك حكيم ، لكن هل لكَ أن تعطيني نصيحة في الختام عن أحوال بعض الناس و تغيُرهم ؟
_
إعلم يا صديقي أن الرجال يُعرفون بالحق ، لا الحق يُعرف بالرجال ، و أنتم
معشر البشر بُعثتم دُعاة و لم تُبعثوا قٌضاة ، فتفكر في حالك و حاول أن
تصلح من نفسك ، و لا تنشغل بمن حولك و تقول يا حسرة كيف طلع هذا الشخص
نهجه غير سليم و تفكيره به خلل ، لا تشغل نفسك بهم فتنسى نفسك .. فالكل
يؤخذ منه و يرد إلا النبي صلى الله عليه و سلم ، و إعرف الحق تعرف أهله ،
و لا تتعلق بأشخاص فكل الناس مُعرضون للسهو و الخطأ و النسيان ، فتمسك يا
صديقي بما جاء في الكتاب و السنة ففيهما النجاة .
- صـــــــدقت حقاً فيمَ قلت ، و نصائحك قيمة و سأفعل بها دوماً إن شاء الله .
_ كلمة أخيرة يا صديقي لا تحزن كثيراً فالحزن قد لا يأتي بخير إذا زاد عن الحد و تفائل و استبشر خيراً فبعد العسر يسراً .
- نصائحك قيمة و حكيمة ، فهل من نصيحة آخيرة ؟
_
نعم يا صديقي ، لا تُكثر الشكوى للبشر فغالباً لن يفهمك من حولك ، فأجعل
شكواك لرب الأرض و السماوات و تذكر قول الله تعالى : ((َ إِنَّمَا أَشْكُو
بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ )) .
-لكن متى تتركنا يا حزن ؟؟؟؟
-لن أترككم حتى تدخلوا الجنة . عندها أودعكم لدار الفرح و السرور .
و إلى هُنا إنتهى الحوار ، و يبقى الإستفادة منه و من نصائح الحُزن التي قالها .
فيا قلب يا حزين أبشر خيراً فبعد العسر تيسير ، و بعد الألم فرح و سرور ،
و بعد الحيرة و التفكير راحة و إطمئنان ، و إعلم يا قلب أن الدنيا فانية و
الفائز فيها من عمل للآخرة ، فاسلك طريق الحق و لا تخشى في الله لومة لائم
.
أسلك طريق الحق و لا يُوحشنك قلة السالكين ؛ و اجنُب طريق الباطل و لا يغُرنك كثرة السالكين
و في الختام لا أملك إلا الدعاء بـأن يرزقنا الله تعالى الثبات على الكتاب و السنة حتى الممات
و أن يجعل إلى الفردوس الأعلى مآلنا
كثيراً ما تَـمر بنا حالات حُزن و مرارة ألم ، و لا نجد إلا الدموع لتُعبر عما بداخلنا ، مع ثقتنا التامة أن دموعنا لن تُغير شئ ..
لكنها تُـنفس نوعا ما عمَا بداخلنا .. !
فما هو الحزن و كيف يأتينا و لماذا و متى يتركنا .. ؟؟
و من هُــنا جاء الحوار بين إنسان و بين الحُزن :
- مَــن أنتَ ؟
_ أنا الحُـزن ، آلا تـرى إني أصبحتُ رداء معظم الناس ؟
- و لمَ تفعل بالناس هذا الألم ؟
_ لسبب بسيط جداً ، حتى أُعلمهم أن الدُنيا لا تصفوا لأحد ، و أن الإنسان خُلقُ في كَبد !
و أن الدنيا ممر سالك لا مقر مالك .
و هي دار إختبار .. على قدر صبر العبد المؤمن تكون درجته في الجنة .
- نعم صدقت حقاً فيمَ قُلت ، و لكن يا حزن ماذا تفعل بمن حولك ؟
_
فعلت الكثير ، فمنهم من تغير للأفضل حين شعر بالحزن و الألم و الحسرة على
ما فات و ضيع في جنب الله ، و نــاس أخُرى زدتهم حسرة على حسرتهم على ما
فاتهم من مُتع دنُيا فانية !
- إذن أنتَ يا حُزن متقلب الأحوال ! في بعض الأحيان تُصلح و في بعضها تُفسد !
_
مهلاً مهلاً ليس العيب فيّ يا صديقي ، بل منهم .. يُوجد من يستطيع أن
يجعلني باباً له إلى الجنة ، و آخر قد يجعلني بابا له إلى النار !
- تمهل .. لم أفهم ما قُلت ، من فضلك اشرح لي ؟!
_
يا صديقي عندما يحزن العبد المُفرط في حق الله عز وجل و يعود و يرجع إلى
الله عز وجل هنا كان الحزن سبب في هدايته و سعادته في الآخرة ، و أما
العبد الآخر الذي لا يزيده حزنه إلا بًعداً عن الله عز وجل فهذا هو الخاسر
، خَـسر الدُنيا و الآخرة .
و شتان بين إكتئاب العبد القريب من الله
الذي يزيد تقربا من ربه ؛ و بين إكتئاب العبد البعيد عن الله فأول ما يفكر
به هو الإنتحار فيكون من الخاسرين .
-
حقاً صدقت في كل كلمة ، و لكن يا حُزن في بعض الآحيان تَمر بي حالات ضيق و
حزن شديد مما أرى حولي ، فهذا أكتشف أنه مُخادع ، و الآخر يكذب ، و الآخر
يُظهر الحق و هو يحمل الخبائث ، و هذا يحلل حراما و آخر يحرم حلالا ،
فيزداد ألمي على ألم و حزني على حزن ، فماذا بعد هذا الحزن ؟
_
سألت فأحسنت السؤال ، أنظر يا صديقي إذا كان حزنك و همك لله على شئ في
الأخرة و شئ سيقربك من الله عز وجل و نُصرة لدينه فيا أهلا و مرحباً بهذا
الحزن النافع ، أما إذا كان حزنك و همك على حال الدنيا و زينتها و أموالها
فيصبح شغلك الشاغل هو التزود من خير و متع الدنيا .. فلن يزيدك هذا الهم
إلا الحزن والحسرة ، و لن تكسب إلا ما قُدِر لك .
- كلامك حكيم ، لكن هل لكَ أن تعطيني نصيحة في الختام عن أحوال بعض الناس و تغيُرهم ؟
_
إعلم يا صديقي أن الرجال يُعرفون بالحق ، لا الحق يُعرف بالرجال ، و أنتم
معشر البشر بُعثتم دُعاة و لم تُبعثوا قٌضاة ، فتفكر في حالك و حاول أن
تصلح من نفسك ، و لا تنشغل بمن حولك و تقول يا حسرة كيف طلع هذا الشخص
نهجه غير سليم و تفكيره به خلل ، لا تشغل نفسك بهم فتنسى نفسك .. فالكل
يؤخذ منه و يرد إلا النبي صلى الله عليه و سلم ، و إعرف الحق تعرف أهله ،
و لا تتعلق بأشخاص فكل الناس مُعرضون للسهو و الخطأ و النسيان ، فتمسك يا
صديقي بما جاء في الكتاب و السنة ففيهما النجاة .
- صـــــــدقت حقاً فيمَ قلت ، و نصائحك قيمة و سأفعل بها دوماً إن شاء الله .
_ كلمة أخيرة يا صديقي لا تحزن كثيراً فالحزن قد لا يأتي بخير إذا زاد عن الحد و تفائل و استبشر خيراً فبعد العسر يسراً .
- نصائحك قيمة و حكيمة ، فهل من نصيحة آخيرة ؟
_
نعم يا صديقي ، لا تُكثر الشكوى للبشر فغالباً لن يفهمك من حولك ، فأجعل
شكواك لرب الأرض و السماوات و تذكر قول الله تعالى : ((َ إِنَّمَا أَشْكُو
بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ )) .
-لكن متى تتركنا يا حزن ؟؟؟؟
-لن أترككم حتى تدخلوا الجنة . عندها أودعكم لدار الفرح و السرور .
و إلى هُنا إنتهى الحوار ، و يبقى الإستفادة منه و من نصائح الحُزن التي قالها .
فيا قلب يا حزين أبشر خيراً فبعد العسر تيسير ، و بعد الألم فرح و سرور ،
و بعد الحيرة و التفكير راحة و إطمئنان ، و إعلم يا قلب أن الدنيا فانية و
الفائز فيها من عمل للآخرة ، فاسلك طريق الحق و لا تخشى في الله لومة لائم
.
أسلك طريق الحق و لا يُوحشنك قلة السالكين ؛ و اجنُب طريق الباطل و لا يغُرنك كثرة السالكين
و في الختام لا أملك إلا الدعاء بـأن يرزقنا الله تعالى الثبات على الكتاب و السنة حتى الممات
و أن يجعل إلى الفردوس الأعلى مآلنا
- dr/abdo
عدد المساهمات : 691
تاريخ الميلاد : 26/10/1983
ت.التسجيل : 08/02/2010
العمر : 40
https://alqurain.yoo7.com
المزاج : الحمد لله
رد: متى تتركنا يا حزن .. ؟؟
الخميس أبريل 15, 2010 9:47 am
كلامك حكيم
- صـــــــدقت حقاً فيمَ قلت
نصائحك قيمة و حكيمة
بسم الله الرحمن الرحيم
(لقد خلقنا لانسان فى كبد)
صدق الله العظيم
والكبد بفتح الباء هو المشقه والعناء
اذن فهى سنه الحياه
شكرا استاز عمرو على الموضوع الرائع
- صـــــــدقت حقاً فيمَ قلت
نصائحك قيمة و حكيمة
بسم الله الرحمن الرحيم
(لقد خلقنا لانسان فى كبد)
صدق الله العظيم
والكبد بفتح الباء هو المشقه والعناء
اذن فهى سنه الحياه
شكرا استاز عمرو على الموضوع الرائع
- BoDeelove2010
- عدد المساهمات : 89
ت.التسجيل : 24/11/2009
رد: متى تتركنا يا حزن .. ؟؟
الأحد مايو 02, 2010 7:44 pm
مشكووووووووووور على الموضوع الرائع يا عمووووووووووور
رد: متى تتركنا يا حزن .. ؟؟
الإثنين مايو 10, 2010 9:42 pm
الله يجزيك كل خير ويجزى اللى شاركو فى الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى