الامر بالمعروف والنهى عن المنكر

بسم الله الرحمن الرحيم
الامر بالمعروف والنهى عن المنكر

معنى الامر والنهى :
الغاية من الامر بالمعروف والنهى عن المنكر
اهمية الامر بالمعروف والنهى عن المنكر
حكم الامر بالمعروف والنهى عن المنكرِ

رابط الموضوع من هنا
http://up4.m5zn.com/download-2010-1-17-11-xzukrjss8.doc

نظرا لأن الرابط لا يعمل فهذا هو الموضوع

بسم الله الرحمن الرحيم
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
معنى الأمر والنهى :
الأمر والنهى هما أساس الشريعة لأن التكليف مؤسس على كلمتين ( افعل ولا تفعل)
ويعبر عن الأول بالأمر وعن الثاني بالنهى 0

أما صيغ الأمر فهي الفعل مثل قوله تعالى: ( اتل ما أوحى إليك من ربك). واسم الفعل مثل: ( حي على الصلاة) .وصه .
المضارع المقترن بلام الأمر مثل: ( لتأمرن بالمعروف ) .
المصدر النائب عن فعل الأمر كقوله تعالى فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ) أي فاضربوا رقابهم .
الأمر عن الإطلاق يقتضى الوجوب والمبادرة ويخرج عن المبادرة والفورية لقرينة تقتضى ذلك ويخرج الأمر عن الوجوب إلى معان منها الندب والإباحة والتهديد والإرشاد والإخبار والتأديب والدعاء.
وصيغ النهى هي :
المضارع المقترن بلا الناهية مثل قوله تعالى ( ولا تتبع أهواءهم)
وصيغ النهى عند الإطلاق تقتضى تحريم المنهي عنه وقد يخرج النهى عن التحريم إلى معان أخرى بقرينة أو دليل إلى معان مثل الكراهة ,التحقير والإرشاد هذا عن معنى الأمر والنهى 0
أما عن معنى المعروف والمنكر
المعروف : يطلق على معان كثيرة منها ما يستحب من الأفعال ومنها الجود ومنها الإحسان ومنها كل ما تعرفه النفس من الخير وتطمئن إليه ومها كل ما أمر به الله ورسوله ومها كل ما يقرب من الجنة ومنها كل ما ندب إليه الشرع واستحسنه العقل والطبع السليم ويطلق على كل ما وافق الكتاب والسنة ويقيل المعروف كل ما يقرب إلى الجنة
المنكر : هو ما استقبحه العقل والشرع وخالف الكتاب والسنة وقيل هو المعصية وكل محظور وقيل كل ما نهى الله عنه
وقيل :الشر ويمكن أن يقال إن المعروف هو طاعة الله والمنكر معصيته ويمكن أن نقول إن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو الدين كله لأن الدين مجموعة من الأوامر والنواهي والمسلم هو الذي يستجيب لأوامر الله عز وجل وينتهي عما نهاه



الغاية من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر

لما كان المراد بالمعروف هو طاعة الله والمنكر هو معصيته فان الأمر بالمعروف أمر بالطاعة والنهى عن المنكر نهى عن المعصية وإذا تحققت الطاعة واجتنبت المعصية ساد الإيمان والأمان لان الإيمان والأمان مادة واحدة وإذا تحقق الإيمان تحقق الأمان ومن هنا ينظر إلى الغاية العظمى من كل ما شرعه الله عز وجل وهو تحقيق المصالح ودرء المفاسد ولذلك جعل الله الفلاح لمن دعا إلى الخير وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) 104 آل عمران والله سبحانه وتعالى جعل الخيرية نتيجة لهذا الأمر وذلك إن النهى الذي هو دعوة الناس إلى الخير وهدايتهم وإرشادهم إلى الصراط المستقيم (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) ولهذا فان المقصود بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو هداية الناس لمصالح المعاش والمعاد بحسب الوضع والمكان فالهدف هو الدعوة إلى مصلحة المجتمع المتمثلة في مبادئ الإسلام العظيم لان الإسلام هو المنهج الشامل الكامل للحياة الكريمة الحياة في كل مكان وزمان أمس واليوم وغدا في المسجد وفى خارج المسجد لتنعكس حياتنا في المسجد إلى خارج المسجد بخيرها وطهرها ونقائها وبهذا لا يصح الانفصام النكد بين المسجد والحياة وبين الدين والدنيا حتى لاتكون الحياة مبتورة بين بيئة الطاعات وبيئة المعاصي بل لابد من الاتصال بين الدنيا والآخرة لان الدنيا هي القنطرة والطرق الموصل للآخرة والدنيا هي المزرعة والحصاد يكون فى الآخرة فليس هناك طريق للدنيا اسمه العمل وطريق آخر للآخرة اسمه العبادة إنما هو طريق واحد أوله فى الدنيا وآخره في الآخرة طريق لايفترق فيه العمل عن العبادة ولا تختلف فيه الأقوال عن الأعمال ومن هنا فالغاية من الأمر بالمعروف ولنهى عن المنكر هى إخراج المجتمع من بيئة ملتهبة بالدنيا إلى بيئة عاملة للآخرة .. من عبادة الهوى الى عبادة الله وحده من اليقين على الأشياء الى اليقين على خالق الأشياء من الإيمان بالأسباب الى الإيمان بمسبب الأسباب من ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة من سبيل الشيطان الى سبيل الرحمن
من اجل الانتصار للحق والتعاون على البر والتقوى من اجل الإصلاح الاجتماعي ليتحقق التضامن وتتوثق الروابط على الخير والمودة والصدق والإخاء فى الله عز وجل حتى تربو الفضائل والمكارم وتتوطد العلاقات الإنسانية على المنهج الالهى السليم بما يخرج الناس من القيم الزائفة الى القيم الثابتة ومن السراب الى الحقيقة ومن الضلال الى الهدى ومن الشر الى الخير ومن الظلمات الى النور ومن الحياة المنكرة الى الحياة الطيبة ومن الحياة البهيمية الى الحياة الإنسانية الكريمة
أهمية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
لابد لكل إنسان من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حتى تقوم نفسه وتستقيم (إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) والفرد لبن فى المجتمع فان جاز ذلك للفرد فمن باب اولى للمجتمع لان الناس لا يعيشون فرادى ولكن باجتماع بعضهم الى بعض فلابد أن يكون هنا ائتمار وانتهاء لان الأمر والنهى من لوازم بنى آدم وحتى لا يأتمر الإنسان بأمر نفسه وهواه كان لابد أن يأتمر بأمر الله عز وجل حتى تستقيم حياته على صراط الله دون أن يزل أو ينحرف عن الصراط المستقيم ومن هنا كانت أهمية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى إقامة المجتمع الفاضل أهمية بالغة حيث تكون الاستقامة على الجادة والحث على الخير والنهى عن الشر فيسود فى المجتمع الخير وتحقق فيه السكينة والطمأنينة والأمن والإيمان
إن المجتمع إذ تراخى عن وظيفة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تفككت روابط الناس وانحلت عراهم وأكل كبيرهم صغيرهم وطغى قويهم على ضعيفهم وعم البلاء وساد الفساد واستحقوا غضب الله ولعنة كما استحقها بنو إسرائيل من قبل (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) 78 المائدة وبهذا يكون الأمر بالمعروف والنهى المنكر قوة عملية تمد الخير بقوة واسعة وتمنع اى شر يهدد حياة الناس ومصالحهم وقيمهم وعقائدهم ويصون الإيمان ويحقق الأمان ويحفظ الأخلاق وكرامة الإنسان وبهذا يتضح أنه نظام اسلامى واساس اجتماعي يحقق الحياة السعيدة الناجحة.
وتتضح أهميته في النقاط التالية :
1. أنه الطريق الى الله فالأمر بالمعروف دعوة الى سبيل الله المستقيم والنهى عن المنكر كف عن سبيل الشيطان الرجيم (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) 153 الأنعام والأمر بالمعروف سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعه وهو السبيل الموصل الى الله عز وجل وبدون هذه السبيل فالطريق مغلق والأبواب موصدة (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) 108 يوسف إن القلق والاضطراب والضنك الذي تعانى منه البشرية اليوم هو نتيجة طبيعية لما خطته البشرية لنفسها من منهج ينأى بها عن منهج الله فكان الاستهتار والانحلال والتفسخ وترتب على ذلك ما ترتب من الشقاء والهوان والمعاناة وصدق الله العظيم إذ يقول (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) 124 طه ولو ساد في المجتمع تكريم الأوامر الإلهية لكانت العطايا من الله عز وجل كما وعدهم سبحانه وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون)96 الأعراف
2. وظيفة الأنبياء والمرسلين فما من رسول إلا وكلف بتبليغ رسالة لا يحرج محتواها عن عبادة الله سبحانه وتعالى والعبودية لا تتحقق إلا بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه وذلك هو الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أو هو الحق والهدى أو تستطيع أن تقول هو الدين كله (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) 25 الأنبياء 0(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)4 ابرهيم (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)157 الأعراف (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ)45 النمل
ولأهمية أوامر الله فقد أرسل الرسل لتبليغها وتبيينها ليكون فى امتثالها وتعظيمها السعادة والنجاة والخير في الدنيا والآخرة
3. وظيفة المسلم :
إن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هما المهمة الأساسية للمسلم كمسلم له رسالة فى الحياة ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)56 الذاريات وكمتابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقتدى به فى وظيفة الدعوة الى الله عزوجل (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) 108 يوسف
والإنسان كعضو فى مجتمع المسلمين يحس بإحساسهم فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وهو كناصح أمين يحقق أن الدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم وكمرشد يرشد الناس الى الحياة الطيبة
4- وظيفة الأمة :
إن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وظيفة هذه الأمة (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)143 البقرة , إن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر قدر هذه الأمة وقدرها أن تكون لها الشهادة والريادة على غيرها من الأمم ,إن الأمة التى تعلم غيرها وتنصح سواها لهى أمة جديرة بالتقدير والاحترام والله أعلم حيث يجعل رسالته فيسند سبحانه مهمة التبليغ الى الرسول صلى الله عليه وسلم ومهمة الدعوة الى هذه الأمة (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)104 آل عمران , وان كان تحمل الامة لهذه الوظيفة هو سر نجاحها وفلاحها فهو أيضا سبب خيريتها (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)110 آل عمران, وان مهمة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وان كانت استجابة لله عزوجل فهى أيضا استجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :
(بلغوا عنى ولو آية ) رواه البخاري والترمذي عن بن عمر
ولقد حمل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمة مهمة التبليغ فى حجة الوداع حيث قال (ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب ) رواه مسلم من حديث جابر
وهو أيضا اعذرا لله عز وجل ووسيلة لرفع العقاب عن القائمين به (وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُـونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُون فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) الأعراف 164.165 . وان المجتمع الذى يتراخى عن الأمر بالمعروف ولنهى عن المنكر فان الله عز وجل يعمه بالعذاب واللعنة ولايستثنى منه أحدا كما حدث مع بنى إسرائيل ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعلون )المائدة 78.79.ولقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم من تعميم العذاب بقوله صلى اله عليه وسلم (والذى نفسى بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ) أخرجه الترمذى. كما جاء فى الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بقوم ليسوا أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة ؟ قالوا من هم يا رسول الله قال الذين يحببون عباد الله إلى الله ويحببون الله إلى عباده ويمشون في الأرض نصحا).
5-الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر جناحا الإيمان
هما جناحا الإيمان الذي يحقق سعادة البشرية بثراء الخير ومحق الشر إن مأساة المجتمع اليوم تكمن في ضياع الإيمان الذي هو مفتاح النصر والتمكين ولا يكون النصر والتمكين إلا بأهله وشروطه قال تعالى ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين )وقال جل ذكره (إن تنصروا اله ينصركم ويثبت أقدامكم ) وإذا كان الإيمان هو مفتاح النصر والتمكين فهو كذلك مفتاح للخيرات والبركات (ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض )والإيمان لا تأتى إلا بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه وهذا هو جوهر الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولذلك كان الأمر بالمعروف والنهى عن لمنكر هما جناحا الإيمان
6-طريق لإحقاق الحق :
الأمر بالمعروف هو طريق إحقاق الحق والنهى عن المنكر هو طريق إبطال الباطل والحق لايقوم وحده بل فى حاجة لرجال يقومون به أما الباطل فهو كوباء إن لم يقض عليه ينتشر ويستفحل وحظ الباطل أن الجو خلا له فعشش وباض وأفرخ أما الحق فان أهله تركوه ومن العجيب أن أهل الباطل لم يتخلوا عن باطلهم ونصروه فى حين أن أهل الحق تخلوا عن حقهم وخذلوه إذن الباطل لم يطف على السطح لقوة شخصية فيه ولكن لان الساحة قد خلت له .
7-الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هما أساس العزة والتمكين :
من المعلوم انه ليس هناك أقوى من القوى الغيبية المتمثلة فى العون الالهى الخارق للعادات ويأتى هذا العون لمن يقومون بفرائض الله عزوجل ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر كما قال تعالى( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور ) 41 الحج
إن الأمة التي تحقق أوامر الله وتطبقها يمكن الله لها في الأرض ويجعل لها العزة والسيادة ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )
8-أساس القيم والأخلاق:
لأن المعروف اسم جامع لكل خير والمنكر اسم جامع لكل شر فكان الأمر بالمعروف دعوة لكل خير والنهى عن المنكر دحض لكل شر وفى هذا جماع القيم الفاضلة والأخلاق النبيلة
9-أساس العقيدة والإيمان :
ولهذا ارتبط الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالإيمان (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر) 71 التوبة )
حكم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكرِ :
تعددت أقوال العلماء فيه:
فمن قائل : أنه فرض عين وواجب على كل مسلم .ومن قائل أنه فرض عين على المحتسب وفرض كفاية على المتطوع .
ومن قائل أن يختلف باختلاف المأمور به والمنهي عنه فالأمر بالواجب واجب والأمر بالمندوب مندوب وبالمستحب مستحب والنهى عن المنكر كله واجب وقيل يختلف باختلاف المنهي عنه فيكون النهى عن الحرام واجب وعن المكروه مستحب ومن ذلك يتضح أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فرض عين وهو الذي تميل إليه النفس دفعا للتواكل عن قيام البعض به ودفعا للتنصل من مسؤولية الدعوة والإصلاح وانتشارا للخير وإيقافا للشر وللحاجة الماسة إليه في هذه الأيام التي عمت فيها البلوى وتفش فيها التفسخ والانحلال وأصبح دفع الخطر فرض تحتمه العقيدة الإسلامية والأخلاق الإيمانية والضرورة الإنسانية وذلك لما يأتي :
1-أن الله جعل أول صفة للمؤمنين بعد ولايتهم بعضهم بعضا أن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأعقبها بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة قال تعالى :
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
التوبة 71
والصفة السابقة فرض عين واللاحقة فرض عين فيكون ما بينهما كذلك
2 ـ إن الله تعالى جعل الفلاح الذي هو ضد الخسران مرتبطا بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر في قوله تعالى (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
والأمر بالفلاح والبعد عن الخسران لكل واحد فى الأمة إذن فهو فرض عين
3 ـ أن الله عز وجل قدم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على الإيمان في قوله عز وجل (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المنكر وتؤمنون بِاللّهِ وَلَوْآمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُون)
4-وجوب اللعنة عند ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر كما حدث مع بنى إسرائيل (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون
ولا يكون ذلك إلا إذا كان الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واجبا عينيا -5-هناك من مراتب الإنكار لا يعذر فيها أحد وهى الإنكار بالقلب لان ذلك هو اضعف الإيمان كما بن الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك في الحديث "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان" رواه مسلم وقد ورد في بعض الآثار النبوية الأخرى قريبا من ألفاظ هذا الحديث "وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"
شروط الأمر بالمعروف والنهى عن ا لمنكر
تنقسم الشروط إلى قسمين
الأول :شروط متفق عليها وهى
أولا: الإسلام فليس من المعقول أن يدعوا إلى الخير وهو غير مسلم
ثانيا:الأهلية
ثالثا:العقل
رابعا:البصيرة
خامسا:القدوة
سادسا: القدرة على التغيير
سابعا: عدم الغلظة
ثامنا:عدم التفتيش والتجسس
تاسعا: العلم حتى يكون عالما لما يأمر به وينهى عنه وحتى لا يأمر بمنكر وينهى عن معروف
عاشرا : إلا يؤدى تغيير المنكر إلى منكر أكبر منه وهذا فيه تفصيل
أ- إذا كان المنكر سيزول بالكلية فالنهى عنه واجب
ب- إذا كان المنكر سيزول ويخلفه منكر أخف منه أيضا فالنهى عنه واجب
ج- إذا كان المنكر سيزول ويخلفه منكر أكبر منه فالواجب تركه
د- إذا كان المنكر سيزول ويخلفه منكر مساو له فالمسألة فيها نظر حسب الأحوال
شروط مختلف فيها وهى:
1- الذكورة
2- إذن الحاكم