خير الأعمال في رمضان
الخميس يونيو 24, 2010 9:46 am
- هذه بعض الأعمال الفاضلة التي ينبغي على المسلم الاجتهاد في فعلها في
هذه الليالي المباركة نسأل الله أن يعننا وإياك على أداءها ومن هذه الأعمال
: - أولاً : الصوم
قال صلى الله عليه وسلم :
( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف . يقول الله عز
وجل : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ،
للصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه، و لخلوف فم الصائم
أطيب عند الله من ريح المسك ) [أخرجه البخاري ومسلم] .
وقال صلى الله
عليه وسلم : ( من صام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
[أخرجه البخاري ومسلم] .
لا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع
عن الطعام والشراب فقط ، وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من
لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )
[أخرجه البخاري] .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( الصوم جنة ، فإذا كان
يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل ، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ
صائم ) [أخرجه البخاري ومسلم] .
فإذا صمت ـ يا عبد الله ـ فليصم سمعك
وبصرك ولسانك وجميع جوارحك ، ولا يكن صومك ويوم فطرك سواء . - ثانياً : القيام
قال صلى الله عليه
وسلم : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه )
[أخرجه البخاري ومسلم] .
وقال تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على
الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً . والذين يبيتون لربهم
سجداً وقياما ) [الفرقان 63 ـ 64] .
وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى
الله عليه وسلم وأصحابه . قالت عائشة : رضي الله عنها : ( لا تدع قيام
الليل ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه ، وكان إذا مرض أو
كسل صلى قاعداً .
وكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يصلي من الليل
ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم : الصلاة ،
الصلاة .. ويتلو هذه الآية : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك
رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) [طه الآية 132] .
وكان ابن عمر يقرأ
هذه الآية : ( أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو
رحمة ربه ) [الزمر الآية 9]
قال : ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه ،
قال ابن حاتم : وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان
بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة .
وعن علقمة بن قيس
قال : بت مع عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ليلة فقام أول الليل ثم
قام يصلي فكان يقرأ قراءة الإمام في المسجد يرتل ولا يرجع يسمع من حوله ولا
يرجع صوته ، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين المغرب إلى الانصراف منها ثم
أوتر .
وفي حديث السائب بن زيد قال : كان القارئ يقرأ بالمئين ـ يعني
بمئات الآيات ـ حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام قال : وما كانوا
ينصرفون إلا عند الفجر .
تنبيه : ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح
مع الإمام حتى تكتب في القائمين ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام
مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) [رواه أهل السنن] . - ثالثاً : الصدقة
كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير
من الريح المرسلة .. وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصدقة صدقة في
رمضان ) [أخرجه الترمذي عن أنس] .
روى زيد بن أسلم عن أبيه ، قال سمعت
عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن نتصدق ووافق ذلك مالاً عندي ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما
، قال فجئت بنصف مالي ـ قال : فقال لي رسول الله : ( ما أبقيت لأهلك ) .
قال : فقلت مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( ما أبقيت لأهلك ) قال أبقيت لهم الله ورسوله ، قلت : لا
أسابقك إلى شيء أبداً . - فيا أخي :
للصدقة في رمضان مزية
وخصوصية فبادر إليها واحرص على أدائها بحسب حالك ولها صور كثيرة منها :
أ
ـ إطعام الطعام :
قال الله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً
ويتيماً وأسيراً . إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً
إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم
نضرةً وسروراً وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً ) [الإنسان 8 ـ 12] .
فقد
كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات .
سواءً كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح ، فلا يشترط في المطعم الفقر ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع
أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق
المختوم ) [رواه الترمذي بسند حسن] .
وقد قال بعض السلف : لأن أدعو
عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد
إسماعيل !!
وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم ، منهم عبد الله
بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وداود الطائي ومالك بن دينار ، وأحمد بن حنبل ،
وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين .
وكان من السلف من
يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم .. منهم الحسن وابن
المبارك .
قال أبو السوار العدوي : كان رجال من بني عدي يصلون في هذا
المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده ، إن وجد من يأكل معه أكل وإلا
أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه .
وعبادة إطعام
الطعام ، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها التودد والتحبب إلى إخوانك الذين
أطعمتهم فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة : ( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن
تؤمنوا حتى تحابوا ) كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في
معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك .
ب ـ تفطير الصائمين :
قال
صلى الله عليه وسلم : ( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من
أجر الصائم شيء ) أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني . وفي حديث سلمان : (
ومن فطر فيه صائماً كان مغفرةً لذنوبه وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل
أجره من غير أن ينقص من أجره شيء قالوا : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما
يفطر به الصائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعطي الله هذا
الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن سقى صائماً
سقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ بعدها ، حتى يدخل الجنة ) . - رابعاً : قراءة القرآن
سأذكرك يا أخي
هنا بأمرين عن حال السلف الصالح :
كثرة قراءة القران
شهر رمضان هو
شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته ، وقد كان حال السلف
العناية بكتاب الله ، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في
رمضان ، وكان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يختم القرآن كل يوم مرة ،
وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال ، وبعضهم في كل سبع ،
وبعضهم في كل عشر ، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها ، فكان
للشافعي في رمضان ستون ختمه ، يقرؤها في غير الصلاة ، وكان الأسود يقرأ
القرآن كل ليلتين في رمضان ، وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من الحديث
ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف ، وكان سفيان الثوري
إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن .
قال ابن رجب :
إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك ،
فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة
القدر ، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار
فيها من تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان . - البكاء عند تلاوة القرآن أو سماعة
لم
يكن هدي السلف هذ القرآن هذ الشعر دون تدبر وفهم ، وإنما كانوا يتأثرون
بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب .
ففي البخاري عن عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ
علي . فقلت : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ فقال إني أحب أن أسمعه من غيري قال :
فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك
على هؤلاء شهيداً ) قال : حسبك ، فالتفت فإذا عيناه تذرفان ) .
وأخرج
البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت ( أفمن هذا الحديث
تعجبون . وتضحكون ولا تبكون ) بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يلج النار من بكى من خشية الله ) . - خامساً : الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس
كان
النبي ، صلى الله عليه وسلم ، إذا صلى الغداة ـ أي الفجر ـ جلس في مصلاه
حتى تطلع الشمس .. [أخرجه مسلم] . وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله
عليه وسلم ، أنه قال : ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع
الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) [ صححه
الألباني] . هذا في كل الأيام فكيف بأيام رمضان ؟
فيا أخي .. رعاك الله
استعن على تحصيل هذا الثواب الجزيل بنوم الليل والإقتداء بالصالحين ،
ومجاهدة النفس في ذات الله وعلو الهمة لبلوغ الذروة من منازل الجنة .
- ابو اشرف
عدد المساهمات : 1473
تاريخ الميلاد : 22/09/1977
ت.التسجيل : 08/05/2010
العمر : 46
hاتصلات
المزاج : الحمد لله
رد: خير الأعمال في رمضان
الأحد يونيو 27, 2010 9:33 pm
بارك الله فيكواكثر من امثالك مشكووووووووورجدا
- الكابتن مصطفى
عدد المساهمات : 912
تاريخ الميلاد : 20/10/1984
ت.التسجيل : 27/06/2010
العمر : 39
عالم ترافيان
الكليه : معهد الدلتا العالى للحاسبات بالمنصورة
المزاج : الحمد لله
رد: خير الأعمال في رمضان
الثلاثاء يونيو 29, 2010 12:37 am
جزاك الله خير نفعنا الله واياك بالعمل الصالح
الكابتن مصطفى
الكابتن مصطفى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى